دوافع مشاركة الميليشيات الإيرانية في معارك إدلب
أبريل 02, 2020 1190

دوافع مشاركة الميليشيات الإيرانية في معارك إدلب

حجم الخط

دوافع مشاركة الميليشيات الإيرانية في معارك إدلب

 

ازدادت في الأشهر القليلة الماضية وتيرة مشاركة الميليشيات الإيرانية في معارك محافظة إدلب، وذلك بعد أن امتنعت عن الانخراط في المواجهات الدائرة شمال غرب سورية إلى جانب النظام السوري لمدة تزيد عن ستة أشهر.

ففي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وصلت وحدات من الحرس الثوري الإيراني إلى محاور القتال في تلة كبانة الإستراتيجية في ريف اللاذقية. 

وسبق وصول مجموعات الحرس الثوري الإيراني إلى ريف اللاذقية، عملية إطلاق صاروخ أرض – أرض  من نقطة عسكرية تتبع للحرس الثوري متواجدة في قرية الوضيحي جنوب حلب، على مخيم قاح قرب الحدود التركية.

وشهدت أشهر كانون الثاني/ يناير، شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2020، أكبر حجم مشاركة بالنسبة لحزب الله اللبناني ومجموعات أخرى سوريّة مدعومة إيرانيّاً، في معارك غرب حلب ومحافظة إدلب، وقتل العشرات منهم بضربات من قبل الطائرات المسيرة التركية في محوري الشيخ عقيل غرب حلب، وسراقب بمحافظة إدلب.

وهناك جملة من الدوافع خلف قرار إيران دخول معارك إدلب وهي:

1. رغبة إيران في توثيق تحالفها مع روسيا من بوابة إدلب، عن طريق مدها بالعنصر البشري المطلوب للمساهمة في الحسم العسكري الذي يعتبر خياراً روسياً بالدرجة الأولى، ذلك في ظل تصاعد الضغوطات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية على طهران، خاصة بعد حادثة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع العام الحالي، وفرض حزمات جديدة من العقوبات الأمريكية على طهران.

2. تسعى إيران لإيجاد موطئ قدم لها في مواقع إستراتيجية في سورية؛ حيث تركزت مشاركة الميليشيات التابعة لها في بقع جغرافية حسّاسة مثل سراقب عقدة مواصلات الطريقين الدوليين M4\M5 ، إضافة إلى بلدات حيان وعندان وحريتان غربي حلب، الواقعة على طريق إعزاز – غازي عنتاب الدولي المهم جداً بالنسبة لمحافظة حلب.
وقد تشجعت إيران لاتخاذ مثل هذا القرار بعد التقدّم الذي حققته قوات النظام السوري بدعم روسي شمال غرب حماة وجنوب شرق إدلب، الأمر الذي أعطى انطباعاً بقرب الحسم العسكري، بالتالي لابد من التحرك الإيراني للمشاركة في جني المكاسب.

3.  الرغبة الإيرانية في تعزيز حضورها في مناطق مهمة بالنسبة للأمن القومي التركي، مثل جبل الشيخ عقيل، عندان وقبتان الجبل، القريبة من منطقة عفرين، في مسعى منها لامتلاك أوراق ضغط على أنقرة تساعدها في التوصل إلى تفاهمات معها في سورية، حيث تعمل طهران على رعاية المباحثات بين الإدارة الذاتية الكردية والنظام من جهة، وتعمل على صياغة مشروع للحل السياسي في دمشق من جهة وأخرى. وتحتاج طهران في كلا المشروعين إلى موافقة أو عدم ممانعة تركية، إضافة إلى الموافقة أو عدم الممانعة الروسية بطبيعة الحال.

وقد ازدادت حالة التوتر بين أنقرة وطهران عقب التفاهم التركي – الأمر يكي حول عملية نبع السلام، والذي تضمن تعهّداً تركيّاً لأمريكا بالحد من نفوذ إيران في منطقة شرق الفرات.