المفاوضات الخلفية بين دمشق وواشنطن.. هل يمكن أن تؤدي إلى نتائج قبل الانتخابات الأمريكية؟
أكتوبر 19, 2020 1206

المفاوضات الخلفية بين دمشق وواشنطن.. هل يمكن أن تؤدي إلى نتائج قبل الانتخابات الأمريكية؟

حجم الخط

تحت المجهر | المفاوضات الخلفية بين دمشق وواشنطن
هل يمكن أن تؤدي إلى نتائج قبل الانتخابات الأمريكية؟

 

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن إجراء نائب مساعد الرئيس كاش باتيل زيارة إلى دمشق مطلع عام 2020، بغرض التوصّل لاتفاق مع النظام السوري يقضي بإطلاق سراح 6 مواطنين أمريكيين أبرزهم الصحفي أوستن تايس. ولا يبدو بحسب التقرير أن الزيارة قد حققت أي أهداف إيجابية. 


وكان الرئيس دونالد ترامب قد طالب النظام السوري في آذار/ مارس 2020 بإخلاء سبيل الصحفي أوستن تايس لأسباب إنسانية.


ويبدو أن ترامب كان يحاول من خلال هذه القناة التوصّل لاتفاق للإفراج عن مواطني بلاده المعتقلين لدى النظام السوري من أجل تعزيز موقفه داخلياً في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر.


تعثّر المباحثات التي أجرتها الولايات المتّحدة بشكل مباشر مع النظام السوري أو غير مباشر مع حلفائه أي روسيا وإيران، قد يكون مقترناً بالمقابل الذي يُفترض تقديمه لإتمام الاتفاق.


ومع ذلك، فإنّ عدم نجاح الزيارة التي أجريت قبل سبعة أشهر، لا يعني أن المباحثات قد وصلت إلى طريق مسدود، بل ربما أن الطرفين قد أسسا في هذه الزيارة لمسار تفاوضي على القضايا الجزئية العالقة، والتي يمكن متابعتها من قبل وسطاء آخرين بعد ذلك. 


فرغم توجيه واشنطن مؤخراً انتقاداً غير مباشر لسلطنة عمان بعد قيامها بتعيين سفير فوق العادة في دمشق، إلا أن هذا التعيين قد يكون مدفوعاً برغبة أمريكية لفتح قناة خلفية مع النظام وداعميه الإيرانيين على وجه الخصوص، بحيث يمكن لمسقط التعامل مع الملفات الجزئية العالقة. 


كما أن شهر تشرين الأول/أكتوبر شهد زيارة لمدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم إلى واشنطن، وتم تسريب معلومات عن مناقشة إبراهيم لقضية المعتقلين الأمريكيين في السجون السورية. وكان إبراهيم قد توسط العام الماضي للإفراج عن الرحالة الأمريكي سام غوديون. 


ويُعتقد أن دمشق وحلفاؤها لن يُقدموا على الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين قبل الانتخابات، وسيقومون بانتظار النتائج، بحيث يمكن تقديمها كبادرة حسن نية لترامب إن أعيد فوزه، أو لكسب إدارة بايدن منذ بدايتها.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا