مستقبل الاستقرار والأمن في محافظة دير الزور
يوليو 29, 2020 1236

مستقبل الاستقرار والأمن في محافظة دير الزور

حجم الخط

تحت المجهر | مستقبل الاستقرار والأمن في محافظة دير الزور

في 4 حزيران/ يونيو، أطلقت قوات سورية الديمقراطية حملة أمنية شملت أرياف محافظة دير الزور تحت مسمّى ردع الإرهاب، وحتى نهاية تموز/ يوليو، تم تنفيذ مرحلتين منها نتج عنها اعتقال حوالي 140 شخصاً.

تزامنت الحملة مع مظاهرات في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، تطالب الإدارة الذاتية الكردية بتحسين الوضع المعيشي المتردي وإخراج المعتقلين وإنهاء التحكم بالموارد الموجودة في مناطق سيطرتها، والتنديد بالفساد وغياب الخدمات، وحملات الاعتقال التعسفي بحق أبناء المنطقة.


وقبيل يومين من إطلاق المرحلة الثانية من الحملة، كان مظلوم عبدي قائد قوات سورية الديمقراطية قد أجرى اجتماعاً مع وفد من وجهاء وشيوخ عشائر من دير الزور، حيث طالبوا بمنح المنطقة مزيداً من الصلاحيات الإدارية والحد من مظاهر الفساد وتغيير مناهج التعليم، وهي نفسها الشعارات التي رفعها المتظاهرون في قرى المحافظة.

ومن الملاحظ أنّ معظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم بموجب حملة ردع الإرهاب هم من المدنيين، بما فيهم أحد أعضاء وفد العشائر، مما يعني أنّ حزب الاتّحاد الديمقراطي يوظّف التعاون مع الولايات المتّحدة لمكافحة الإرهاب في خدمة سياساته الأمنية.

وباستثناء إعلان القيادي حمود العسكر إيقاف العمل في صفوف قوات سورية الديمقراطية مع مجموعته البالغ عددها حوالي 140 عنصراً ضمن قطاع ريف دير الزور الشرقي، احتجاجاً على ممارسات حزب الاتّحاد الديمقراطي، لم يتم تسجيل أي موقف رسمي من قبل الوجهاء والعشائر سواءً ممن كان في الوفد الذي قابل مظلوم عبدي أم ممن لم يشارك ويعارض أصلاً سياسات قسد.

في الواقع فإنّ استمرار الفساد وتقويض صلاحيات المكوّن العربي وغياب الجدّية في مكافحة خلايا تنظيم داعش، يجعل من دير الزور بيئة ملائمة لتفاقم مظاهر الفوضى الأمنية، ويحدّ من تطلعات الأهالي في إيجاد حل لمشكلة القرى والبلدات التي يُسيطر عليها النظام السوري شرق الفرات، والتي تُساهم في التقليل من أزمة النزوح والهجرة والضغوطات الاقتصادية والتوتّر والاستنفار الدائم.

وما لم تكن هناك مبادرات دولية وإقليمية من قبل الولايات المتّحدة مباشرة، أو من خلال دفعها لبعض حلفائها العرب في المنطقة، فإنه لا يبدو أنّ المظاهرات في دير الزور ستشهد انخفاضاً في حدّتها، مع استمرار استثمار تنظيم داعش لبيئة عدم الاستقرار من أجل توسيع أنشطته، ما يعني تهديداً لأهداف التحالف الدولي.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا