استمرار الدعاية.. قراءة تحليليّة لرسائل تنظيم الدولة في شهر رمضان
مايو 23, 2020 1273

استمرار الدعاية.. قراءة تحليليّة لرسائل تنظيم الدولة في شهر رمضان

حجم الخط

تحت المجهر | استمرار الدعاية

قراءة تحليليّة لرسائل تنظيم الدولة في شهر رمضان

 

بالتوازي مع التصاعد التدريجي في عمليات تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريّة وبعض الدول الإفريقية كنيجيريا وموزمبيق، واكبت الآلة الإعلاميّة للتنظيم الحدث ضمن تراتبيّة معيّنة في شهر رمضان. 
ففي كلٍّ من أعداد صحيفة النبأ الأسبوعية الخاصة بتنظيم الدولة 231، 232، 233، 234 حرص التنظيم على ربط شهر رمضان بالجهاد ضمن فقرة المقالات -التي تعدّ المعبّر عن رسائل التنظيم الإعلاميّة بشكل مباشر في الصحيفة- بدءًا من الجمع بين أجر الصيام والرباط، مرورًا بالوصول إلى رأي التنظيم في أن "الجهاد فرض عين" على جميع المسلمين، ونظرًا لكونه يعرّف نفسه بأنه "دولة الخلافة" فلا بدّ أن يكون هذا الجهاد تحت قيادته. 
في السياق ذاته وبهدف التحفيز للانضمام إلى التنظيم، حرصت المنصّات الإعلاميّة التابعة له على استخدام الصورة المركّزة وسيلةً للدعاية والتجنيد بما تحمله من معاني ورمزيّات مختلفة يؤمن بها معتنقو الفكر الجهادي، إلى جانب أنها تشرح جانبًا من واقع التنظيم في المحيط الذي يتمركز فيه. 
أظهرت الصور جانبًا من الحياة اليوميّة للجماعات المبايعة للتنظيم في كلٍّ من سورية والعراق والصومال ومصر ونيجيريا وشرقي آسيا في الفلبّين، تحت عنوان "يوميّات جنود الخلافة" حيث سعى التنظيم إلى نسجِ سياقٍ/نمطٍ واحدٍ يعطي انطباعًا مباشرًا حول الرسائل التي يوجهها التنظيم. 
عمليًّا؛ يمكن اختصار الأنماط التي حرصت الصور "الدعائيّة" تأكيدها بالآتي: 
•الإصبع على الزناد: بالتركيز على نمط الجاهزيّة العالية لجماعات التنظيم في مناطق انتشارها، بدءًا من المناوبة المستمرة في نقاط المواجهة والرباط، مرورًا باستمرار التدريب وتطوير الأداء والتأكّد من حالة الاستعداد للطوارئ، وانتهاءً بالتخطيط والتنظيم للعمليات والهجمات القادمة، خاصة في البلدين المتجاورين "سورية والعراق". 
•العبادة جزءٌ من الجهاد: حيث حرص التنظيم على إظهار صفة التعبُّد كصورة ملازمة لمقاتليه بدءًا من المداومة على الأوراد والأذكار اليومية، مرورًا بتركيزه على قراءة القرآن، وحضور المجالس الدعوية، وانتهاءً بالصلاة الجماعيّة التي تشكّل رابطةً مهمّة تزيد من التلاحم بين عناصر التنظيم.
•الطعام والحياة اليوميّة: حيث يركّز التنظيم على الحياة الطبيعية التي يعيشها مقاتلوه والرخاء الذي يتنعّمون فيه بالرغم من حالة القتال التي ينخرطون فيها، بدءًا من لحظة تحضير الطعام، مرورًا بحضور اللحم وجبةً أساسيّةً في كافة موائد عناصره، وانتهاءً بالفاكهة التي لا يكاد يخلو منها إفطار.
وبالمجمل فإن التنظيم يريد من هذه الصور تثبيت أنماطًا مركّزة تؤكّد قوته العسكريّة وتحضيراته للمرحلة القادمة، إضافة إلى تماسكه البنيوي، وتنعّم عناصره بأشكال مختلفة من النعيم المادّيّ، إضافة إلى ترسيخ صورة التقوى والعبادة كتعريفٍ يمكن اختزال صفات عناصره فيه.

وحدة الحركات الدينية - مركز جسور للدراسات

لزيارة قناتنا على التلغرام اضغط هنا