إدارة "بايدن" تصعد ضد إيران في سوريا
فبراير 27, 2021 1194

إدارة "بايدن" تصعد ضد إيران في سوريا

حجم الخط

تحت المجهر | إدارة "بايدن" تصعد ضد إيران في سوريا


نفّذت طائرات تتبع لسلاح الجو الأمريكي فجر يوم الجمعة 26 شباط / فبراير 2021 ضربات جوية ضد أهداف تتبع لفصائل عراقية موالية لإيران تتمركز في محافظة دير الزور شرق سوريا.


الهجوم الأمريكي الذي نفّذته طائرات F15 انطلقت من قاعدة "الأزرق" في الأردن، استهدف قاعدة "الإمام علي" جنوب غرب مدينة "البوكمال" بريف دير الزور، التي تعتبر أكثر المناطق حساسية بالنسبة لإيران والفصائل الموالية لها، كونها عقدة ربط بين العراق وبيروت اللبنانية مروراً بالأراضي السورية.


ويمكن قراءة الهجوم الأمريكي الجوّي ضمن إستراتيجية موسّعة لإدارة "بايدن" للتعامل مع منطقة الشرق الأوسط والملف الإيراني على الخصوص، والتي يمكن استعراض أبرز معالمها على الشكل التّالي: 

1. العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن وفق آليّة جديدة تتضمّن ضبط القوة الصّاروخية الإيرانية، وتحديد إطار تحركها في المنطقة بشكل متفاهم عليه، مع محاولة إشراك بقية حلفاء واشنطن وخاصة دول الخليج في الاتفاق، لأن الإدارة الأمريكية الجديدة تعتقد أن هذا سيؤدي إلى استقرار مستدام على عكس ما حصل عقب اتفاق 2015، الذي أدّى لانفلات الدور الإيراني وردود أفعال مضادة من الأطراف المناهضة للدور الإيراني مثل السعودية وإسرائيل.


2. التساهل مع النفوذ الإيراني في المحيط الحيوي لطهران وخاصة منطقة بحر الخليج ومضيق باب المندب، بالإضافة إلى العراق، شريطة أن يكون هذا الدور مؤطّراً وضمن تفاهم مع الأطراف الأخرى.


وفي هذا السّياق، أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع شباط/ فبراير 2021 الدعم للعمليّات العسكريّة السعوديّة ضد جماعة "أنصار الله" الحوثيّة في اليمن، كما أعطت الضوء الأخضر للمبعوث الأممي "مارتن غريفيث" لزيارة طهران منتصف الشهر ذاته، والتباحث مع مسؤولين إيرانيين حول الحل السياسي في اليمن، وهذا يعتبر بمثابة اعتراف بدور رسمي لإيران في الأزمة اليمنيّة.


3. مراعاة المخاوف الأمنيّة الإسرائيليّة من قبل الإدارة الأمريكيّة، بهدف احتواء أي تحرك إسرائيلي منفرد في حال تم تجاهل مصالحها بالاتفاق الأمريكي – الإيراني الجديد، وهذه النقطة تساعد في فهم الهجوم الذي شنّه الطيران الأمريكي فجر 26 شباط/فبراير على الميليشيات المدعومة إيرانيّاً في سوريا، والذي يبدو أنه حمل رسالة مفادها رفض واشنطن للتحركات العسكرية الإيرانية في سوريا ومدّ النفوذ إلى بيروت لما لها من تأثير مباشر على أمن إسرائيل، وهذا لا ينفي أن الهجوم كان يهدف أيضاً الرد على الاعتداءات المتكررة على القواعد الأمريكية في العراق، لكن اختيار سوريا مكاناً للرد الأمريكي حمل في طيّاته رسالة لمختلف اللاعبين.


ولا تخلو الضربة الأمريكيّة الجويّة على قاعدة "الإمام علي" من التلويح بالقوة كتطبيق لسياسة "العصا والجزرة" من أجل دفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي وحدود نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وترسانتها الصاروخية.

 

وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات

للإشتراك في قناتنا على التلغرام اضغط هنا