أحضروا الأسد وداعميه إلى المحاسبة الآن
أكتوبر 24, 2016 1373

أحضروا الأسد وداعميه إلى المحاسبة الآن

حجم الخط

أحضروا الأسد وداعميه إلى المحاسبة الآن

ترجمة للمقال:

Bring Syria’s Assad and his backers to account now

washington post

By  John Allen  and  Charles R. Lister

 

مقال ليستر الأخير (كتبه مع جون آلين جنرال بحرية أمريكي متقاعد قاد إيساف في أفغانستان من2011إلى2013 والتحالفَ الدولي ضد داعش من2014إلى2015) نُشر في صفحة الرأي بجريدة الـ واشنطن بوست بتاريخ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وبعنوان "أحضروا الأسد وداعميه إلى المحاسبة الآن"، مقسماً إلى بنود: 

1- طيلة الخمس سنوات ونصف الفائتة قامت الحكومة السورية بتعذيب شعبها وإطلاق الرصاص والقنابل والغازات الكيميائية عليه بحصانة وبتكلفة بشرية ظاهرة للجميع: نصف مليون قتيل و11 مليون نازح، ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي (أنهى عامه الأول) ازدادت الأمور سوءاً مع أكثر من مليون إنسان يعيشون في 40 منطقة محاصرة؛ 37 منها محاصرة من قبل قوات موالية للحكومة. 
2- بتعريضه شعبَه إلى وحشية قروسطية لايمكن وصفها، قوّض الرئيس السوري بشار الأسد المبادرات الدبلوماسية الهادفة لإحلال السلام الدائم في بلده. ولقد شاركته في ذلك روسيا التي اتُهمت طائراتها المقاتلة باستهداف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة وذلك في هجوم وحشي استمر لمدة ساعتين في سبتمبر الماضي. 
3- ومنذ ذلك الوقت قتل وجرح ما لا يقل عن 2500 شخص في الأحياء الشرقية من حلب وسط قصف مروع من الطائرات السورية والروسية ووسط تصويت روسي بالرفض على قرار للأمم المتحدة يحظر المزيد من الغارات الجوية في المدينة. 
4- لقد حان الوقت للولايات المتحدة للتصرف بمزيد من الحزم حول سوريا، وذلك للأهداف الأربعة التالية: 
أ. لإيقاف القتل الجماعي للمدنيين. 
ب. لحماية ما تبقى من المعارضة المعتدلة. 
ج. لتقويض السرديات المتطرفة حول اللامبالاة الغربية بالظلم الواقع 
د. لإجبار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
5- على الولايات المتحدة ألا تكون بوارد تغيير النظام وإنما إحضار زمرة الأسد وداعميه للمحاسبة وذلك قبل فوات الأوان، فالعالم لن يغفر لنا تقاعسنا. 
6- إن النتائج المترتبة عن تقاعسنا مروعة. لم تحاول سياسة الولايات المتحدة على الإطلاق التأثير بشكل حاسم على الوضع التكتيكي على الأرض. قيود الاختبار غير الواقعية وسياسة القيد على تسليح المجموعات المناوئة للنظام أمران جعلانا عاجزِين عن محاربة داعش بشكل فعّال وعن دفع الأسد نحو الانتقال السياسي. عانت سياسة واستراتيجية الولايات المتحدة من انفصام كبير وذلك عبر تركيزها العسكري على داعش التي هي من أعراض الحرب الأهلية دون أية وسيلة لتحقيق الهدف السياسي المعلن: رحيل الأسد. 
7- يمكن سد فراغ هذه الاستراتيجية فقط عبر برنامج شامل لتدريب وتجهيز السوريين المعتدلين، يؤهلهم لقتال داعش ومقاومة قوات النظام. وللأسف فلقد سمحنا لهذه الكتلة من المعارضين السوريين المعتدلين أن تقع تحت الضربات المستمرة للأسد وروسيا. 
8- قلنا لسنين إنه لا حل عسكرياً في سوريا لكن الروس وحلفاءهم دفعوا عسكرياً باتجاه تقوية موقف النظام السياسي وباتجاه إنهاء المعارضين وذلك تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، بمن فيهم المعتدلين الذين نرى ضرورة أن يكونوا جزءاً من عملية الانتقال السياسي المفضية إلى رحيل الأسد. ولقد كانت هذه الأهداف مستمدة من رغبتنا بعدم الاشتباك مع النظام ومع الروس.
9- إدانة الإدارة الامريكية لروسيا وتوقعاتها بمستنقع مثل فييتنام تتورط فيه موسكو، ناجمة عن سوء فهم لحسابات الأخيرة, ستحمي روسيا مصالحها بأي وسيلة بما في ذلك مهاجمة المدنيين وقوافل المساعدات الخاصة بالأمم المتحدة، وعليه فإن التوقع بأن روسيا سينهكها المستنقع السوري وستبدي مرونة دبلوماسية على إثر ذلك، يتجاهل الواقع. 
كشفت روسيا عن قدرة غير عادية على العمل تحت الضغط، إذ بدت روسيا فلاديمير بوتين في حالة صعود وهيمنة كما في أوكرانيا وعلى الحدود مع الناتو وفي سوريا. 
في النهاية يُبقي لنا هذا الواقع خيارين؛

الأول هو أن تشجع الولاياتُ المتحدة حلفاءها الأوروبيين وتشارك معهم في فرض حزمة تصعيدية من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا والكيانات والأفراد الذين يدعمون نشاطها العسكري وشبه العسكري في سوريا وأوكرانيا وغيرها. 
الثاني: هو تحديداً الشيء الذي لا يتوقع الروس إطلاقاً من الولايات المتحدة أن تقدم عليه: تصعيد الصراع. على الولايات المتحدة أن تتحدى الوضع الراهن وتوقف جرائم الحرب التي يقوم بها النظام، بالقوة إن اقتضت الحاجة. مجرد تحذير هادئ سيكون فعالاً. 
10- كبداية، على الولايات المتحدة حماية حلب. تُدمِّر دمشق وموسكو وطهران المدينةَ استعداداً لهجوم بري محتمل. ولقد توصلت وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون إلى أن خسارة المعارضة لحلب ستقوض إلى حد كبير أهداف الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب داخل سوريا، ذلك أن رمزية المدينة وقيمتها الاستراتيجية كبيرتان وسقوطها سيقوي إلى حد كبير السرديات المتطرفة، وستجني جماعات مرتبطة بالقاعدة ثمار عيوبنا. 
11- لحماية حلب على الولايات المتحدة وحلفائها أن تسرع وتوسع توفير المساعدات القاتلة وغير القاتلة لفصائل المعارضة المعتدلة والمخْتَبرة، وتهدف هذه المساعدات إلى تمكين الخطوط الأمامية في شمال وجنوب سوريا لإجبار القوات الموالية للنظام على تحويل اهتمامها عن حلب، كما ويجب تزويد المعارضة بوسائل تمكنها من قصف المطارات العسكرية للنظام. 
12- وبالتزامن مع ذلك يتوجب على الولايات المتحدة استخدام الآليات المتعددة للضغط من أجل وقف جديد للأعمال العدائية في سوريا. 
من المحتمل أن تقابل دمشق وحلفاؤها هذه الإجراءات بتعنت لذلك على الولايات المتحدة أن تجمع "حلف الراغبين" بتهديد عسكري موثوق ضد البنية التحتية العسكرية الخاصة بالأسد.  
13- سينجم عن الشروع بهذا التسلسل اعتماد قوة استهدافية وعقابية في سوريا. وعلى أي إجراء عسكري أن يستهدف المنشآت العسكرية السورية المتورطة في دعم عمليات قصف المدنيين مثل المطارات العسكرية والطائرات ومخازن الأسلحة ومرابض المدفعية. وعلينا أن نتوقع حصول خلط متعمد بين القوات والمنشآت السورية والروسية كإجراء ردعي. قد يعقد هذا استراتيجية الاستهداف لكن علينا ألا نغفل عن فرصة ضرب الوحدات والعناصر السوريين. فضلاً عن ذلك فعلى الولايات المتحدة أن تأخذ بعين الاعتبار فكرة إنشاء ودعم قوة مهام خاصة تلعب دوراً استشارياً في مساعدة قوات المعارضة المختبرة على مهاجمة مواقع النظام. 
14- يجب حماية مصداقية الولايات المتحدة كقائدة وحامية للعالم الحرّ، من الدمار المروع في سوريا.
لم يفت الأوان بعد لفرض القانون والمعايير الدولية. لكننا لايمكن أن ننتظر الإدارة الجديدة في واشنطن. فالأحداث تتسارع وبشار الأسد ليس حلاً للأزمة السورية وهو الشريك المحتمل الأدنى فعالية في مكافحة الإرهاب، ولقد أمضى سنواته الـ16 الماضية في مساعدة وتحفيز القاعدة وكما تبين في مساعدة داعش أيضاً. 
ينطوي الفعل بالطبع على مخاطر لكن سير الأمور وفق ما هي عليه يعني رفع التكلفة في المستقبل إلى درجة التدخل الحتمي للولايات المتحدة.